الإمام السابع الكسائي الكوفي

فهرس المحتويات

  ترجمة الإمام   أشهر من روى قراءته   الليث   منهج الكسائي في القراءة

ترجمة الإمام

قال الشاطبي :
وأما عليٌ فالكسائيُّ نعتُهُ              لما كانَ في الإحرامِ فيه تسربلا
روى لَيثُهُم عنه أبو الحارث الرضا             وحفصُ هو الدُّروي وفي الذكر قد خلا

الإمام الثالث من أئمة الكوفة علي بن حمزة .
اسمه : علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان من ولد بهمن بن فيروز مولى بني أسد وهو من أهل الكوفة ثم استوطن بغداد .
كنيته : أبو الحسن .
لقبه : الكسائي لقب به لأنه أحرم في كساءٍ ، ولذلك أشار الناظم بقوله لما كان في الإحرام فيه تسربلا .
وفاته : توفي الكسائي سنة تسع وثمانين ومائة على أشهر الأقوال عن سبعين سنة .
وهو أحد القراء السبعة ، وكان إمام الناس في القراءة في زمانه ، وأعلمهم بالقراءة ، وأضبطهم لها ، وانتهت إليه رياسة الإقراء بالكوفة بعد الإمام حمزة .
قال أبو بكر بن الأنباري : اجتمعت في الكسائي أمور : كان أعلم الناس بالنحو ، وأوحدهم في الغريب ، وأوحد الناس في القرآن ، فكانوا يكثرون عنده فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ .
وكان الناس يأخذون عنه ألفاظه بقراءته عليهم وينقطون مصاحفهم من قراءته .
وقال إسماعيل بن جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع : ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي .
وقال بعض العلماء : كان الكسائي إذا قرأ القرآن أو تكلم كأن ملكاً ينطق على فيه .
وقال يحيى بن معين : ما رأيت بعينيّ هاتين أصدق لهجة من الكسائي .
وكما كان الكسائي إماماً في القراءات كان إماماً في النحو واللغة .
قال الفضيل بن شاذان : لما عرض الكسائي القراءة على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب ، وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ، ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة .
وقال الشافعي : من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال إلى الكسائي .
وقال غيره : انتهت إلى الكسائي طبقة القراءة واللغة والنحو والرياسة .
وكان يؤدب ولدي الرشيد الأمين والمأمون .
وفي تاريخ ابن كثير : أخذ الكسائي عن الخليل صناعة النحو فسأله يوماً عمن أخذت هذا العلم .
فقال له الخليل من بوادي الحجاز .
فرحل الكسائي إلى هناك فكتب عن العرب شيئاً كثيراً ثم عاد إلى الخليل فوجده قد مات .
وتصدر مكانه يونس ، فجرت بينهم مناظرات أقر يونس للكسائي فيها بالفضل وأجلسه في موضعه .
وللكسائي مؤلفات في القراءات والنحو ذكر العلماء أسماءها ولكن لم نرها ، ولم نعرف شيئاً عنها ، منها كتاب « معاني القرآن » وكتاب « القراءات » وكتاب « النوادر » وكتاب « النحو » وكتاب « الهجاء » وكتاب « مقطوع القرآن وموصوله » وكتاب « المصادر » وكتاب « الحروف » وكتاب « الهاءات » وكتاب « أشعار » .
قال أبو عبيد في كتاب القراءات : كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضاً ، وليس هناك أضبط للقراءة ولا أقوم بها من الكسائي .
وقال ابن مجاهد : اختار الكسائي من قراءة حمزة ومن قراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة ، وكان إمام الناس في القراءة في عصره .
وتوفي الكسائي عن سبعين سنة وهو بصحبة هارون الرشيد بقرية « رنْبَوَيْهْ » من أعمال الري متوجهين إلى خراسان .
ومات معه في المكان المذكور محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة .
فقال الرشيد : دفنا الفقه والنحو في الري في يوم واحد ، وفي رواية أنه قال : اليوم دفنا الفقه والعربية .
ورأى بعض العلماء الكسائي في المنام فقال له : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي بالقرآن .
فقال له : ماذا فعل حمزة ؟ قال له : ذاك في عليين ، ما نراه إلا كما نرى الكواكب .
أخذ القراءة عرضاً عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده .
وعن محمد بن أبي ليلى ، وعيسى بن عمر الهمذاني ، وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش « شعبة » وعن إسماعيل بن جعفر ، وعن زائد بن قدامه .
وقرأ إسماعيل بن جعفر على شيبة بن نصاح ونافع وتقدم سندهما .
وروى عنه القراءة عرضاً وسماعاً أُناس لا يحصى عددهم منهم أحمد بن جبير ، وأحمد بن منصور البغدادي ، وحفص بن عمرو الدوري ، وأبو الحارث الليث بن خالد ، وعبد الله بن ذكوان ، والقاسم بن سلام ، وقتيبة بن مهران ، والمغيرة بن شعيب ، ويحيى بن آدم ، وخلف بن هشام ، وأبو حيوه : شريح بن يزيد ، ويحيى بن يزيد الفراء ، وروى عنه الحروف يعقوب بن إسحاق الحضرمي .


أشهر من روى قراءته

وأشهر من روى قراءته الليث بن خالد وحفص الدوري .وقد سبق ترجمة الدوري .


الليث

اسمه : الليث بن خالد المروزي البغدادي .
كنيته : أبو الحارث .
توفي سنة أربعين ومائتين .
وهو ثقة حاذق ضابط للقراءة ، ومحقق لها .
قال : أبو عمرو الداني كان الليث من جُلّة أصحاب الكسائي روى الحروف عن حمزة بن القاسم الأحول وعن اليزيدي .
وروى عنه القراءة عرضاً وسماعاً سلمة بن عاصم صاحب الفراء ، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير ، والفضل بن شاذان وغيرهم .
وأما حفص الدوري فقد تقدم الكلام عليه في ترجمة أبي عمرو بن العلاء البصري ، لأنه روى عنه وعن الكسائي .
الليث والدوري من القسم الأول من أخذ القراءة عن الإمام مباشرة .


منهج الكسائي في القراءة

1- يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة فيقف أو يسكت أو يصل .
2- يوسط المدين المتصل والمنفصل بمقدار أربع حركات .
3- يميل ما يميله حمزة من الألفات ويزيد عليه إمالة بعض الألفاظ ، موضحة في كتب القراءات .
4- يميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو ( رَحْمَةً - الْمَلاَئِكَةَ ) بشروط مخصوصة .
5- يقف على التاءات المفتوحة نحو ( شَجَرَتَ – بَقِيَّتُ - جَنَّتُ ) بالهاء .
6- يسكن ياء الإضافة في ( قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا ) إبراهيم ، ( يَا عِبَادِي الَّذِينَ ) العنكبوت والزمر .
7- يثبت الياء الزائدة في ( يَوْمَ يَأْتِ ) في هود ، ( مَا كُنَّا نَبْغِ ) الكهف في حال الوصل .
8- يدغم ذال « إذ » فيما عدا الجيم .
ويدغم دال « قد » وتاء التأنيث ، ولام « هل - وبل » في حروف كل منها .
ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو ( قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ ) .
ويدغم الفاء المجزومة في الباء في ( إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمْ ) في سبأ .
ويدغم من رواية الليث اللام المجزومة في الذال في ( يَفْعَلُ ذَلِكَ ) حيث وقع هذا اللفظ .
ويدغم الذال في التاء في ( عُذْتُ – فَنَبَذْتُهَا – اتَّخَذْتُمْ - أَخَذْتُمْ ) .
ويدغم الثاء في التاء في ( أُورِثْتُمُوهَا – لَبِثْتُ - لَبِثْتُمْ ) .